يُعرف وشم القرنية، الذي يُشار إليه بين العامة بـ”وشم العين”، بأنه إجراء طبي يمتلك تاريخاً قديماً للغاية. وقد استُخدم هذا الإجراء لأغراض تجميلية أو علاجية، وشهد تطورات عديدة منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث.
في العصور القديمة
يعود تاريخ وشم القرنية إلى ما يقرب من 1500 قبل الميلاد. في الحضارات القديمة كاليونان وروما، استخدم الأطباء هذه التقنية لعلاج أمراض العيون. على سبيل المثال، وصف الطبيب الروماني جالينوس أحد أوائل تطبيقات وشم القرنية لعلاج الآفات العينية غير الشفافة. كانت الأصباغ المستخدمة في ذلك الوقت تُستخلص عادة من الفحم أو المواد الطبيعية.
العصور الوسطى وعصر النهضة
خلال العصور الوسطى، استمر استخدام وشم القرنية كتقنية تجميلية لإخفاء البقع البيضاء أو العتامات في العين. وركز الجراحون في تلك الفترة على تحسين مظهر المرضى من الناحية الجمالية، لكن الطرق المستخدمة كانت بدائية، وغالبًا ما كانت الأصباغ المستخدمة لا تلتصق بالنسيج بشكل دائم.
القرن التاسع عشر
في القرن التاسع عشر، عادت تقنية وشم القرنية للاهتمام مرة أخرى. اقترح الطبيب الألماني كريستوف هاينريش ويلر استخدام الحبر لتغطية القرنيات البيضاء الناتجة عن فقدان البصر. وبدأت التقنية تُنفذ باستخدام إبر معقمة وأصباغ مناسبة، مما جعلها أكثر أمانًا وفعالية. وكان الهدف الأساسي هو تحقيق تحسين تجميلي.
القرن العشرون
شهد القرن العشرون تطورات تكنولوجية كبيرة في مجال طب العيون، مما أدى إلى جعل وشم القرنية أكثر تطوراً. وقد أدت هذه التطورات إلى تحسين التقنية باستخدام أدوات أكثر دقة. تضمنت استخدامات وشم القرنية خلال هذا القرن
إخفاء بياض القرنية الناتج عن الإصابات أو الأمراض–
تغيير لون العين لأسباب تجميلية–
تحسين المظهر الجمالي في حالات مثل غياب القزحية (Aniridia)–
القرن الحادي والعشرون
في العصر الحديث، أصبح وشم القرنية إجراءً متقدماً يُستخدم فيه تكنولوجيا الليزر وأصباغ متوافقة بيولوجياً. التقنيات الحديثة أقل توغلاً وتوفر نتائج أكثر دقة وجمالاً. ومن بين هذه التقنيات، طريقة الكيراتوبغمنتاشن المدعومة بالليزر، والتي تُستخدم لتغيير لون العين أو إخفاء عيوب القرنية.
الأهداف الطبية والتجميلية
الأهداف الطبية: تحسين مظهر المرضى الذين يعانون من بقع أو عتامات قرنية تؤثر على مظهرهم.
الأهداف التجميلية: تغيير لون العين أو تحقيق مظهر جمالي حسب الطلب.
خلاصة
يُظهر تاريخ وشم القرنية تطوراً طويلاً يمتد على مدى آلاف السنين، حيث انتقل من الطرق البدائية إلى التقنيات المتطورة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. يُستخدم هذا الإجراء الآن كحل طبي وتجميل يلبي احتياجات المرضى بشكل فعال.